معرض قصر الحصن

"التاريخ هو سلسلة متواصلة من الأحداث. 
الحاضر ليس سوى امتدادا للماضي."المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

يشكل قصر الحصن اليوم معلماً وطنياً أصيلاً وصرحاً تراثياً متفرّداً، فهو يقف بشموخٍ واعتزاز في قلب العاصمة أبوظبي ليُذكرنا بتاريخنا العريق وتراثنا الأصيل، ويحتفظ بين جنباته بذاكرة مدينتنا أبوظبي وقصة شعبنا المعطاء الذي يفتخر بقياداته ويعتز بتراب وطنه.

يحتفي المعرض بهذا الجزء الأصيل من مدينة أبوظبي، ويُعرف بمكانة قصر الحصن وقصة نشأته وتطوره، ويتناول دوره البارز والحيوي في رسم خريطة أبوظبي، ويتفاعل مع سكانها الذين عاشوا وعملوا في هذه المنطقة لقرون. إن قصة قصر الحصن هي قصة حياة واعتزاز وفخر، هي قصة مدينة أبوظبي.

نـشأة‭ ‬قـصر‭ ‬الحصن‬‬‬‬

لقد ارتبط تأسيس مدينة أبوظبي بشكل وثيق ببناء قصر الحصن، إذ عاش الأشخاص الذين قاموا ببناء البرج الأول للقصر في مجموعات صغيرة من البيوت البسيطة المبنية من سعف النخيل، والتي شكلت النواة الأولى لمدينة أبوظبي في ذلك الوقت.

كما أسهم التواجد المبكر للسكان الأوائل وبناء الحصن في تقديم العديد من المعلومات حول الأماكن التي قدم منها هؤلاء الأشخاص، وكيفية نجاحهم في التأقلم مع بيئتهم الجديدة.

ونتناول في هذا القسم قصة استقرار السكان الأوائل وبناء البرج لنستشعر منهم حياة أجدادنا الذين استوطنوا أرض أبوظبي منذ قرون ماضية.

القـلـعة‭:‬
 توحيد‭ ‬الشعب‬‬‬‬

قام الشيخ شخبوط بن ذياب حاكم أبوظبي بين عاميّ 1793 إلى 1816، بتحويل برج المراقبة الصغير في جزيرة أبوظبي إلى حصن منيع، إذ كان للحصن دوراً هاماً في توفير الحماية مما ساعد في الاستقرار والنمو السكاني المستمر، وكان رمزاً للسلطة والحكم المتوسع لمناطق أبوظبي. وقام الشيخ شخبوط بنقل عاصمة بني ياس من ليوا إلى جزيرة أبوظبي. ومع مرور الوقت، أدى تزايد أعداد القادمين من الصحراء والمناطق الأخرى إلى نمو العدد السكاني. وأسهم التزايد السكاني الكبير والنمو الاقتصادي في تغير قواعد القانون الذي حكم المجتمعات الصحراوية ليتناسب مع ظهور اقتصاد تجاري أكثر استقراراً.

الأثر الكبير في قيادة هذا التغير وتعزيز الوحدة وتمكين الاستقرار. ومع مرور الوقت وتنامي القوة والسيطرة، انتقل الشيوخ من الحكم القبلي إلى حكم المنطقة وقيادة إمارة عصرية ومتطورة في نهاية المطاف.

المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬الاستشاري‬‬‬‬

بنى المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان مقر المجلس الوطني الاستشاري في الفترة من 1968 إلى 1970، وأصبح المبنى في وقت لاحق مقراً للمجلس الوطني الاستشاري والمجلس الوطني الاتحادي.

وعلى المستويين المحلي والوطني فقد شهد هذا المقر تطوير نظام حكم حديث له جذوره المرتبطة بالمفاهيم التقليدية للمجلس والشورى. وكان لبناء مقر المجلس خارج أسوار قصر الحصن دلالة أن القصر مازال يمثل نبض الحياة السياسية والاجتماعية والإدارة الحكيمة في أبوظبي وفي دولة الإمارات.

الحياة‭ ‬في‭ ‬القــصـــر‬‬‬‬

شـهـد قـصـر الـحـصـن خـلال فـتـرة حـكـم الـشيــخ شخبوط بن سلطان آل نهيان (1966–1928) أعمال توسعة كبيرة استُخدمت فيها العائدات المالية من أول امتياز بترولي في أبوظبي. وشملت توسعة القصر إضافة مقر سكني كبير أصبح مساحةً اجتماعيةً مهمة لعائلة الشيخ الحاكم. ومع النمو المتسارع للإمارة ظهرت الحاجة لتقديم خدمات إدارية بشكل أكبر وأوسع ووضع مجموعة من القوانين الجديدة.

نمنحكم خلال هذا الجزء من معرض قصر الحصن الفرصة للقاء بعض الأشخاص الذين عاشوا وعملوا في القصر خلال الفترة الهامة الماضية من تاريخ أبوظبي.

"ان لدينا التراث الطيب الذى ورثناه عن الاباء ونستطيع ان نسير على هداه وسوف يأتي التاريخ 
من بعدنا ليسجل مواقفنا."المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

الحفاظ‭ ‬على‭ ‬معلم‭ ‬تراثي‬‬‬‬‬‬

بعدما انتقلت الأسرة الحاكمة إلى قصر المنهل في عام 1966، تم تخصيص قصر الحصن لاحتضان المكاتب والمؤسسات الحكومية بما يشمل المركز الوطني للوثائق والبحوث المعروف اليوم بالأرشيف الوطني، ما شكل مستودعاً للتسجيلات التاريخية ومكاناً للتعليم العام.

ومنذ ذلك الحين خضع المبنى لجهود مستمرة للحفاظ عليه كصرح تاريخي شامخ، حيث يُعد قصر الحصن شاهداً على مجموعة من أهم الفترات والقرارات في تاريخ أبوظبي ودولة الإمارات.

وبالرغم من التقدم الذي وصلت إليه أبوظبي، يتم الحفاظ على عناصر متفردة وهامة في تاريخها لنقلها 
لأجيال المستقبل.

"إن من لا يعرف ماضيه لا يمكن أن يعيش حاضره ومستقبله، حيث أننا نتعلم من الماضي." المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

بناء‭ ‬المستقبل‬‬

بينما يُعد قصر الحصن أقدم مبنى في أبوظبي، فهو كذلك المعلم التاريخي والثقافي الأهم. وبعد اتمام الدراسات ووضع المخططات وربط المجمع الثقافي به، فمن المقرر أن يصبح هذا المعلم التاريخي الشامخ مركزاً متكاملاً وتجربة ثقافية شاملة.

تمنح مسابقة تصميم مسجد قصر الحصن للطلبة الجامعيين الإماراتيين فرصة تقديم مقترحاتهم لتصميم المسجد الجديد المقرر بناؤه ضمن موقع قصر الحصن، حيث يجب أن يعكس المسجد الطابع التاريخي والمعماري لقصر الحصن بتصميم يتماشى مع التراث المعماري الحديث المجسد في مبنى المجمع الثقافي، بالإضافة إلى تلبيته لمتطلبات وشروط تصميم المساجد في 
إمارة أبوظبي.

مسابقة التصميم ما زالت جارية.